mezy المدير
عدد الرسائل : 42 السٌّمعَة : 0 نقاط : 72 تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رسالة من أمى الجمعة يوليو 25, 2008 11:36 am | |
| كان لأمى عين واحدة ... وقد كرهتها لذلك ... لأنها كانت تسبب لى الإحراج .
وكانت تعمل طاهية فى المدرسة التى أتعلم فيها لتعيل العائلة. ذات يوم ... فى المرحلة الإبتدائية جاءت لتطمئن عَليا . أحسست بالإحراج فعلآ ... كيف فعلت هذا بى ؟! تجاهلتها ورميتها بنظرة مليئة بالكره وفى اليوم التالى قال أحد التلامذة ... أمك بعين واحدة ... آووووه . وحينها تمنيت أن أدفن نفسى و أن تختفى أمى من حياتى . فى اليوم التالى واجهتها قلت لها : لقِد جعلتِ منى أضحوكه، لِمَ لا تموتين ؟!! ولكنها لم تُجب !!! لم أكن متتردداً فيما قلت ولم أفكر بكلامى لأنى كنت غاضباً جداً . ولم أكترث لمشاعرها .... و أردت مغادرة المكان .. درست بجد و حصلتُ على منحة للدراسة فى سنغافورة . وفعلآ .. ذهبت .. ودرست .. ثم تزوجت .. و اشتريت بيتاً .. وأنجبت أولادً وكنت سعيداً ومرتاحاً فى حياتى . وفى يوم من الأيام .. أتت أمى لزيارتى ولم تكن قد رأتنى منذ سنوات ولم ترَ أحفادها أبداً ! وقفت على الباب و أخذ أولادى يضحكون ... صرخت!!! صرخت فى وجهها : كيف تجرأتِ و طرقتى بابى أهل اتيتى لتخيفى أطفالى ؟.. إخرجى حالآ !!! أجابت هدوء (أسفة .. أخطات العنوان على ما يبدو) ... وإختفت ... وذات يوم وصلتنى رسالة من الجامعة التى كنت ادرس بها و التى منحتنى البعثة الى سنغافورة لحضور ندوة هامة جداً فكذبت على زوجتى وأخبرتها أننى سأذهب فى رحلة عمل لأننى خشيت اذا عرفت ان تأتى معى لزيارة اهلى وتعر ف أن أمى بعين واحدة بعد الندوة ذهبت الى البيت القديم الذى كنا نعيش فيه،للفضول فقط !!!. أخبرنى الجيران أن أمى ... ... توفيت ... الغريب اننى لم أذرف ولو دمعة واحدة !! فكم تمنيت أن يحدث هذا !!!!!!!. لكن إحدى الجيران قام بتسليمى .. رسالة من أمى .. مضمونها ابنى الحبيب .. لطالما فكرت بك .. أسفة لمجيئى إلى سنغافورة .. وإخافة اولادك بسببى .. كنت سعيدة جداً عندما سمعت إنك سوف تأتى لحضور الندوة بالجامعة المجاورة لمنزلنا . و لكننى قد لا أستطيع مغادرة السرير لرؤيتك . أسفة لأننى سببت لك الإحراج مراتٍ ومراتٍ فى حياتك 0 لم أكن أود ان أخبرك بهذه الحقيقه المرة لكن لا مفر من الحقيقة . هل تعلم ... لقد تعرضتَ لحادثٍ عندما كنت صغيراً وقد فقدتَ إحدى عينيك . و كأى أم. لم استطيع أن أتركك تكبر بعينٍ واحدةٍ ... ولِذا ... أعطيتك عينى ..... وكنتُ سعيدة وفخورة جداً لأن إبنى يستطيع رؤية العالم بعينى . ..... مع حبى .....
....... أمك ....... | |
|